هامش للجنون لتلك الصديقة المجنونة ..

عالية ممدوح 1 أراه أمامي في بدلة كاملة بلون غامق أو فاتح، وتضغط على تفاحة آدم قبة قميص منشّأة يزينها الرباط بلون يحضر من تدرجات لون البدلة. كلما ألتقيه يكون في كامل قيافته، هكذا، طالع من الكاغد، مهندما مرتباً وبالسنتيم، فيبدو لي أنه على موعد لتسجيل برنامج تلفزيوني، كما يجهد…

نموت بعيداً عن نيوأورلينز المشمسة

عالية ممدوح 1 " شخصياً لم أعد أشعر بالحنين، تخلصت منه، برئت منه تماماً. تعلمت عبر الألم وخيبة الأمل أن ما يفترض أنه الوطن، البلد الأم لا يستطيع أي شخص في الدنيا رئيسا كان أم أمبراطوراً، أن يسلبك إياه، تعلمت أنه مجرد شيء معلّب ومحفوظ باضبارة في دوائر الجوازات ومكاتب…

..ليحفظ الله أمريكا

مكتوب إلى الشاعرة العراقية بشرى البستاني عالية ممدوح 1 " أنت يا فلانة ما عليك إلا الكتابة عنّا، لا تستخدمي الاستعارات لتدوين أوقات الموت، ولا المجازات في البحث عن صورنا وأنت تضعين الشريط الأسود عليها. نظمي الامدادات من السطر الأول، من الكلمة الأولى لكي تمر قوافل الأموات الآتية وبدون شطب..…

في عناد التسامح

عالية ممدوح 1 أزعم أن معظمنا أعتقد يوما، وربما، ما زال، أنا واحدة من هؤلاء، إن هذا الزعيم مانديلا يخصه هو أيضا، لديه شارات تنبثق وتنفجر وتنظر إلى الأعماق، وهذه خصائص الحب الذي يوليه سيد العائلة الذي لا يتملص من واجباته، فإذا فكر أحدنا أن يرسل خطابا إليه سيجيب عليه،…

في رواية «في الُهُنا»

طالب الرفاعي ضد نفسه عالية ممدوح 1 بغلاف صادم وعنيف للفنان المصري عادل السيوي لكائن غريب وهو يحاول الانقضاض على كائنة ولديها ما يشبه عرف الديك. هما يتواجهان، وليس بالضرورة ان يلتهم أحدهما الآخر. غلاف أي عمل هو قناة تسقي العمل فتظهر الغلة وفيرة أو شحيحة. في الهُنا رواية حديثة…

فرنسية.. للتو

عالية ممدوح 1 في اليوم المصادف الثامن عشر من كانون الأول من العام 2015، وفي الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، أحسبني عدت فتية، وأن الفتوة بمعنى ما، حصيلة حضارية لا علاقة لها بالسن المتقدم. كنت مشيت ساعة، فأنا ما زلت مشاءة حتى وصلت تلك الدائرة في الحي الرابع من باريس…

فراشة دبي

عالية ممدوح 1 مهرجان طيران الإمارات للآداب هذا العام كان شعاره الفراشة ورمزيته، التحول. وفضاء مدينة كدبي يهب مادة حية لمخيلة خلاقة تترجم مراحل تحول تلك الفراشة بكل حمولتها من سلالات وأجيال، ومنذ البدايات، وهي تتكيف داخل المادة الخام حتى قبل أن نتخيلها ونتحسسها وهي تمنح خيال الحرير. قلت للمحرر…

عزلاء كتنهيدة

عالية ممدوح نساء مجلوّات بالوله، مستحمات برذاذ الحب، بنات شغوفات، محبوبات ينزّ الغرام من مسامهن بدل الماء والعرق والبخار. والرجال، أيضا في هذا الديوان للأردنية زليخة أبو ريشة "أزرق تشطره نحلة" مخصب بهم. يتجولون بين الاستيهامات العجولة والتخيلات المشوشة، والولع الذي لم يضبط على المقاس. ولكن مقاس من ضُبط عليه…

عادية الشر

عالية ممدوح 1 يختار فيلم - حنه أرنت - الذي يعرض على شاشات العالم حادثة إشكالية واحدة من حياتها، ثم يأخذنا إلى فروع شديدة الوعورة من حالة القساوة والأذية التي تصيب المرء في اللا إنصاف ومن أقرب البشر إليه؛ العائلة، المرجعيات الفكرية، وبالتالي التملص من الوقوف ضد الظلم الفادح الذي…

طالب الرفاعي ولعبة الكراسي

عالية ممدوح لو وضع طالب الرفاعي في بعض كراسيه المسامير والاشواك والأبر فلن يتراجع عشاق ومرضى الكراسي على الاستقتال للوصول أو للجلوس عليها. مجموعة قصصية جديدة للروائي والقاص الكويتي جاءت في وقت شديد الخطورة وبلفتة ذكية من المؤلف، فيهدي الكتاب إلى "أرواح شهداء مشوا درب الحرية حالمين بنهار أجمل يهل…

سلالات من الجمال

عالية ممدوح 1 ترى ما العمل بكل هذا الجمال؟ في مقال قديم لي عن الامبراطورة ثريا، كتبت ما يلي؛ انها وحدها سلالة. أسمهان سلالات من اللانصياع الذاتي، احتجاج الهوى بالغناء. إبقاء الصوت، صوتها غير قابل للتصنيف. دائما كانت في الحالة الأقصى، ولم يتسن لها الوصول حتى إلى ردهة الانتظار ولأي…

خمسون غراماً من الجنة للروائية إيمان حميدان

عالية ممدوح 1 برشاقة وشجن قاتل تعّين الروائية والباحثة والأكاديمية اللبنانية إيمان حميدان مواقع وأزمان روايتها الجديدة الصادرة عن دار الساقي خمسون غراماً من الجنة وخرائط المنطقة الملتهبة. تشير عليها المؤلفة بالاسهم النارية والدموية، وكيف ينتقل الخاص بإرادة أسراره في الغرام والفقد فيعود إلى العام كمرجعية أولى وعاشرة وإلى يومنا…

حفيد سندباد يغادر في مركبة فضائية ولا يسمح لأحد أن يغادرها

حاورته: عالية ممدوح دعاني الروائي البارع حبيب عبدالرب سروري إلى مركبته الفضائية التي اقلعت بنا وأنا أقرأ روايته الساحرة حفيد سندباد الصادرة هذا العام عن دار الساقي. كنت أتلمس طريقي المحفوف بالإثارة والمتعة بين فصول وصفحات وشخصيات هذا العمل المعرفي المهم. من المرات النادرة التي يستفاد، بالمعنى البراغماتي، فنان من…

حط الحمام.. طار الحمام

عالية ممدوح 1 اعترف بصورة شخصية انني لم أقرأ وأتعرف على الرواية السعودية لا جيدا ولا أقل من ذلك. تماما شُغفت ببعض من أعمال رجاء عالم، الرقص لمعجب الزهراني، وكان إبراهيم الخضير قد كتب روايته الأولى وكتبت عنها في وقتها ولا أعرف لم يقل او يتوارى العمل الثاني ولا يحمل…

جلبة / القادة / النجوم

عالية ممدوح 1 السيد باراك أوباما يشبه راقص باليه، لديه دزينة من الصفات الظاهرية ؛ الرشاقة الأناقة، خفة الحركة والحيوية وهو يحث الخطى أمامنا كمتفرجين. له أيضا شكل محامٍ يترافع ببذلة زرقاء مكوية بعناية وقميص ناصع البياض أليف هذا السيد بابتسامته التي تكشف عن أسنان بيضاء وكأنه يعلن عن معجون…

إلى كندا؛ أفرح فإن الله يحب الفرحان

عالية ممدوح 1 في الحي العاشر من باريس وفي شارع ضيق وضاج ومزدحم بمحلات بيع الجملة والمفرّق، والمقاهي والحانات وآدوات الترميم الجارية لأغلب ضواحي وعمارات باريس من كل فصل وفي الرقم 82 من الشارع تقع القنصلية الكندية. نُقلت إلى هنا بعدما كانت تزهو في أحد أرقى شارع في باريس الباذخ…

إلى دُنى غالي ؛ التي ألوّح لها من قريب …

عالية ممدوح 1 هي تلويحة تومئ وتدنو ، تناجي وتصمت ، ولا تريد أن يأخذها المحبوب إلى الفطام، لا منه ولا من الحب الذي يشير بخفر على تحولاته ، ويقول في وقت واحد ؛ كلما ندون أمراً عن الولع نبتعد خطوة أو خطوتين عنه . هذه ألغازه وعلاماته في ديوان…

الناقد والروائي محمد برادة ل«ثقافة اليوم»: الناقد يحد من انطلاقة المبدع محمد برادة

حاورته- عالية ممدوح لن أبالغ إذا اعترفت، أنني ومنذ العام 1982 حين وصلت المملكة المغربية وأنا أتوق بشغف لإجراء مقابلة طويلة مع الناقد والروائي البارز «سي برادة»، هكذا نناديه حتى اليوم، لكن ذلك لم يتم إلا هنا، في باريس . كان يغادر ويعود وأنا أيضا . يترك المغرب ويحاول الاستقرار…

القوس والفراشة

عالية ممدوح 1 في روايته القوس والفراشة التي فازت مناصفة مع رواية طوق الحمام للروائية السعودية رجاء عالم، يقدم الشاعر المغربي محمد الأشعري قراءة فريدة لمجموعة وقائع مغاربية "أقليمية" وعالمية لسطوة الفعل الجهادي / التكفيري لمجموعة صيرورات تشكلت في غفلة أو علم منا أو منهم، أو منه هو، الراوي يوسف…

الضحك.. نقطة ختام

عالية ممدوح 1 تضحك، يضبط أحدهم غدد الضحك لديك، يجعلك تقهقه فتستلقي على ظهرك، وتدمع العيون، ولا تتوقف عن الضحك لفترة ليست قصيرة. تحمل الضحك على محمل الجد فهو قوة هدامة خطيرة ومتفوقة. كان الاغريق يعرفون كيف يسخرون من كل شيء، ويضحكون من أي شيء، فكانت حيوات فلاسفتهم شديدة الخصوبة…