تعيدنا رواية «الغلامة» للعراقية عالية ممدوح، والتي صدرت بالفرنسية أمس الأول، الى أجواء الحياة السياسية والاجتماعية في عراق الستينيات
الجمعة 03 شباط 2012
تتناول الرواية سيرة «صبيحة»، الطالبة التي تُعتقل وتُعذّب لارتباطها بعلاقة حبّ مع احد الشيوعيّين في بغداد، وتحديدا عقب الانقلاب العسكري في العام 1963.
وقد صدرت هذه الرواية بالفرنسية عن دار «آكت سود»، بترجمة وقّعتها ستيفاني ديغول وغلاف تضمّن صورة لـ ياسمينة علوي وماركو غيرا أظهرت جسدا عاريا مزركشا بفنّ الأرابيسك، يُحاكي عنوان «الغلامة» الذي تحوّل الى «غارسون» بالفرنسية.
وخرجت الرواية ضمن سلسلة الأعمال الروائية العربية التي تصدرها الدار تحت عنوان «مجموعة العالم العربي»، ويشرف على إصدارها فاروق مردم بك.
وكانت هذه الرواية صدرت عن دار الساقي في بيروت العام 2000، وأثار عنوانها ضجّة وجدلا ثقافيّا، لكنها ما لبثت ان مُنعت في معظم البلدان العربية لما تحمله من جرأة في الطرح، ومن طرق لموضوعات لا تزال تُعتبر محرّمات في العالم العربي.
واعتبرت عالية ممدوح في تصريح خاص لوكالة فرانس برس، بمناسبة صدور النسخة الفرنسية :»ان الغلامة «عزيزة جدا علي، ختمتُ بها مرحلة روائية كاملة، بدأت مع رواية «النفتالين»، واستمرّت مع «الولع»، وهي ختام ثلاثية اختلَفت في طبيعة كتابتها عمّا كتبته لاحقا».
واضافت الكاتبة العراقية التي تقيم في باريس منذ اكثر من عشرين عاما، بعد تنقّلها على عدد من العواصم العربية والغربية، مثل بيروت والرباط ولندن: «بقيت ثلاثين سنة وأصوات الجلاّدين والضحايا في ذلك السجن القريب من بيتنا في أذني، قبل ان أتمكن من كتابة الرواية».
وكتب الناشر فاروق مردم بك على غلاف الرواية التي تدور معظم احداثها في السجن الذي دخلته بطلة الرواية صبيحة :»في السجن تبدأ رحلة الاعتراف الطويلة لـ صبيحة، لتفضح خلالها التحجّر والنفاق والقساوة والذكورية التي تنهش المجتمع العراقي، والتي يرسّخها القمع السياسي في العادات. وفي موازاة ذلك، تكشف القاصّة أيضا عمّا يجعلها تتمسّك باستمرار بالحياة: بحثها المستمر عن اللذّة الجسدية، حبّها لصديقتيها هدى وهجران، علاقتها المحمومة ولكن دائما غير المشبعة مع رجال عابرين…».
وبمناسبة صدور هذه الرواية، تقول الكاتبة الفرنسية هيلين سيكسوس: «الرواية أقوى منها (صبيحة)، ترميها في السجن، في مستشفى المجانين… انها امرأة اخرى تلك التي تروي، عبر طاقات شعرية لا محدودة، المغامرات التي تعيشها بطلة تتحوّل، جاعلة من عراق الواقع في القرن الحادي والعشرين مسرحا لإنسانية مضحكة أكثر من كونها رائعة». وكانت دار «آكت سود» نشرت سابقا اثنين من اعمال الكاتبة، وهما: «النفتالين» و»الولع».
وأصدرت عالية ممدوح، المولودة في بغداد عام 1944، حوالى عشر روايات كان آخرها «غرام براغماتي»، وحازت روايتها «المحبوبات» جائزة نجيب محفوظ للرواية عام 2004.
وترجمت هذه الرواية الى الانكليزية، بينما نقلت «النفتالين» الى 8 لغات.