غلامة الوجع العراقي تُقرأ بالفرنسية

عالية ممدوح: بقيت ثلاثين سنة واصوات الجلادين والضحايا في ذلك السجن القريب من بيتنا في أذني، قبل ان اتمكن من كتابة الرواية.
ميدل ايست أونلاين
باريس – من هدى إبراهيم
عالية ممدوح والأسى العراقي
تعيد رواية “الغلامة” للعراقية عالية ممدوح والتي صدرت بالفرنسية الى اجواء الحياة السياسية والاجتماعية في عراق الستينات على خلفية سيرة “صبيحة” الطالبة التي تعتقل وتعذب لارتباطها بعلاقة حب مع احد الشيوعيين في بغداد وتحديدا عقب الانقلاب العسكري العام 1963.
وقد صدرت هذه الرواية بالفرنسية عن دار “آكت سود” بترجمة وقعتها ستيفاني ديجول وغلاف تضمن صورة لياسمينة علوي وماركو غيرا أظهرت جسدا عاريا مزركشا بفن الارابيسك، ويحاكي عنوان “الغلامة” والذي تحول الى “غارسون” بالفرنسية.
وخرجت الرواية ضمن سلسلة الاعمال الروائية العربية التي تصدرها الدار تحت عنوان “مجموعة العالم العربي” ويشرف على اصدارها فاروق مردم بك.
وكانت هذه الرواية صدرت عن دار الساقي في بيروت عام 2000 واثار عنوانها ضجة وجدلا ثقافيا لكنها ما لبثت ان منعت في معظم البلدان العربية لما تحمله من جرأة في الطرح ومن طرق لمواضيع لا تزال تعتبر محرمات في العالم العربي.
واعتبرت عالية ممدوح في تصريح خاص بوكالة الصحافة الفرنسية بمناسبة صدور النسخة الفرنسية ان الغلامة “عزيزة جدا علي ختمت بها مرحلة روائية كاملة بدأت مع (النفتالين) واستمرت مع (الولع) وهي ختام ثلاثية اختلفت في طبيعة كتابتها عما كتبته لاحقا”.
واضافت الكاتبة العراقية التي تقيم في باريس منذ اكثر من عشرين عاما بعد تنقلها على عدد من العواصم العربية والغربية مثل بيروت والرباط ولندن “بقيت ثلاثين سنة واصوات الجلادين واصوات الضحايا في ذلك السجن القريب من بيتنا في أذني، قبل ان اتمكن من كتابة الرواية”.
وكتب الناشر فاروق مردم بك على غلاف الرواية التي تدور معظم احداثها في السجن الذي دخلته بطلة الرواية صبيحة “في السجن تبدأ رحلة الاعتراف الطويلة لصبيحة لتفضح خلالها التحجر والنفاق والقساوة والذكورية التي تنهش المجتمع العراقي والتي يرسخها القمع السياسي في العادات. وفي موازاة ذلك تكشف القاصة أيضا عما يجعلها تتمسك باستمرار بالحياة: بحثها المستمر عن اللذة الجسدية، حبها لصديقاتها هدى وهجران، علاقتها المحمومة ولكن دائما غير المشبعة مع رجال عابرين..”.
وتكتب الكاتبة الفرنسية هيلين سيكسوس بمناسبة صدور الرواية “الرواية أقوى منها (صبيحة)، ترميها في السجن، في مشفى المجانين وفي الجنان (لست انا، انها امرأة اخرى) تلك التي تروي، تروي عبر طاقات شعرية لا محدودة، المغامرات التي تعيشها بطلة تتحول، جاعلة من عراق الواقع في القرن الحادي والعشرين مسرحا لإنسانية مضحكة أكثر من كونها رائعة”. وكانت دار “آكت سود” نشرت سابقا اثنين من اعمال الكاتبة “النفتالين” و”الولع”.
واصدرت عالية ممدوح المولودة في بغداد العام 1944 حوالى عشر روايات كان آخرها “غرام براغماتي” وحازت روايتها “المحبوبات” جائزة نجيب محفوظ للرواية عام 2004. وترجمت هذه الرواية الى الانكليزية بينما نقلت “النفتالين” الى 8 لغات.