ثلاث دقائق في البحرين

عالية ممدوح 1- في كثير من الأحيان أردد، لا أعرف، لا أقدر على الاحتمال. أتأرجح بين البحر الأول وأقول نعم، إنني هنا والمدينة بأكملها أمامي. من الجو تفاوضني زرقة البحر فأدخل البحر الثاني. كيف تحتمل بحرا واحدا من السخاء واللطافة والأريحية ولا تهزم مفرداتك فتصير غير قادر على تنظيم مشاعرك…

ثمرة الرارنج (2-2)

عالية ممدوح 3- لماذا علي ان أتذكر الطاعون الذي قتل ثلثي سكان إشبيلية في منتصف القرن السابع عشر، ثم ضربها زلزال فدمر أجزاء منها، ولا اقف هولا أمام الاعصار الذي ما زال يضرب بلدي من شماله إلى وسطه وجنوبه. في يوم الثاني والعشرين من ديسمبر من عام 2012 كنا في…

جسارة القراءة ومزاجية المحكّم

عالية ممدوح لدي ظمأ حقيقي لقراءة جيل طليعي ، شاب، ليس بالضرورة عبر شهادة الميلاد، ولكن بدرجة الشغف بكتابة غير زائفة. للعام الثاني على التوالي اتعرف على نماذج من هذا الجيل وأنا عضوة في لجنة تحكيم لمؤسسة المورد الثقافي / جمهورية مصر العربية ذات الحراك والحيوية الثقافية ، التي تشتغل…

انسليم كيفر: فنان يعيد إنتاج وتخصيب الخراب

عالية ممدوح 1- أول ما يلفت نظري لدي الفنانين، التشكيليين بالذات، أيديهم. تجذبني تلك الأداة الإجرامية في تحديد الكثير، فهي تكفل لي تسلسلا منطقيا، جماليا وفلسفيا فتسمح لي أن أشاهد وعبرها، نبالة العمل اليدوي الذي يقع مباشرة بعد جاذبية وقوة الفكر. تعذر علي رؤية أية صورة للفنان الألماني الشهير -…

رواية الممرضة التونسية : انخطاف يتعاظم ونص رقراق

عالية ممدوح 1 ربما ،مر عرضا اسم الكاتب والروائي الأسباني ، ومؤسس ورئيس الجمعية الإنسانية ليبر برس ، المراسل الثقافي، والمستشار الأدبي في منشورات ليبرس ديل سيفبيه ، كارلس ماكراخ اي بروخا . اسم طويل ومربك ، ومن الجائز يحمل بعض النعوت في اللغة الأم ، ولذلك بعض الأسماء لا…

امرأة في الرمال : رواية فذة لكاتب نادر

عالية ممدوح 1 / كُوبُو آبي / روائي ومسرحي ياباني طليعي، ولد في طوكيو في العام 1924 وتوفي في العام 1993. غادر العاصمة مع والده الطبيب وتنقل في بضعة جزر بحكم العمل . تقول الوثائق انه : "" من ابناء جزيرة كايدو في شمال اليابان ""، وبسبب انتقالاته الكثيرة كتب…

إلى كندا؛ أفرح فإن الله يحب الفرحان

عالية ممدوح 1 في الحي العاشر من باريس وفي شارع ضيق وضاج ومزدحم بمحلات بيع الجملة والمفرّق، والمقاهي والحانات وآدوات الترميم الجارية لأغلب ضواحي وعمارات باريس من كل فصل وفي الرقم 82 من الشارع تقع القنصلية الكندية. نُقلت إلى هنا بعدما كانت تزهو في أحد أرقى شارع في باريس الباذخ…

إلى روما مع حبي

عالية ممدوح 1 قاعة السينما صغيرة قياسا لغيرها الواقعة في الحي اللاتيني، ففيلم وودي ألن "إلى روما مع حبي" بدأ عرضه في اوائل حزيران الماضي، يومها كنت في مونتريال وحين عدت كان يعرض فترة الصيف في الساعة الثامنة والنصف مساء فقط. والحل، سألت الموظفة التي تعرفني من ادماني على قاعات…

إلى دُنى غالي ؛ التي ألوّح لها من قريب …

عالية ممدوح 1 هي تلويحة تومئ وتدنو ، تناجي وتصمت ، ولا تريد أن يأخذها المحبوب إلى الفطام، لا منه ولا من الحب الذي يشير بخفر على تحولاته ، ويقول في وقت واحد ؛ كلما ندون أمراً عن الولع نبتعد خطوة أو خطوتين عنه . هذه ألغازه وعلاماته في ديوان…

في انتظار الوطن الضرير إلى الروح المعذبة تحرير السماوي

عالية ممدوح 1 "" ثبت بأن جزءا من شخصية الإنسان يطمح للمعرفة ، بينما أجزاء أخرى تتوجه بالضد من اكتساب هذه المعرفة "" . هذا السطر من الكتاب الآسر : التحليل النفسي للمهجر والمنفى ، لليون وربيكا غربنبرغ ، وترجمة الباحثة والكاتبة العراقية تحرير السماوي ، هو مفتاح للذات البشرية…

الروائي والقاصّ والمترجم والناقد والناشر الأردني إلياس فركوح: الوصول إلى محطة الرضا عمّا كتبت بحاجة إلى قطع مسافات ومسافات

حوار - عالية ممدوح لدي شغف حقيقي وأنا أزور عمان، زيارة دار أزمنة لمديرها العام وصاحبها الروائي البارز إلياس فركوح. صديق جميل هو، صاحب مشروع ورؤية إبداعية لفعل الكتابة، في التجريب واللعب، في التحليق عاليا في ثيمات الهوية وقراءة صادمة للتاريخ وتعداد لشحة فضائله علينا نحن أصحاب هذا الابتلاء به…

الوالدة والولد

عالية ممدوح 1 طوال الوقت كنت أنتظره . لم أتضايق من الانتظار ، ولا أستطيع الامتناع عن ذلك . لماذا هو هناك ، وأنا هنا ؟ لماذا يكون الانتظار إلى هذا الحد ونحن لا نعرف شيئا ، هل سيتم اللقاء أم لا ؟ لا أحد داخل بصري إلا هو ،…

النساء يحببن أكثر

عالية ممدوح 1 في كثير من الأحيان حين أقرأ كتابا، رواية أو مجموعة من القصص القصيرة أشعر ان مؤلفتها بالذات تريد أخذي معها إلى خلوة للجنينة الخلفية من الماضي، من البلد، من ذلك الندى الذي مشط شعرها وشعري في أحد الأيام من العمر الذي كان جارفا فجرف في طريقه الحصى…

الناقد والروائي محمد برادة ل«ثقافة اليوم»: الناقد يحد من انطلاقة المبدع

حاورته- عالية ممدوح لن أبالغ إذا اعترفت، أنني ومنذ العام 1982 حين وصلت المملكة المغربية وأنا أتوق بشغف لإجراء مقابلة طويلة مع الناقد والروائي البارز «سي برادة»، هكذا نناديه حتى اليوم، لكن ذلك لم يتم إلا هنا، في باريس . كان يغادر ويعود وأنا أيضا . يترك المغرب ويحاول الاستقرار…

مقدمة كتاب الرغبة ( 1-2) المرأة هي التاريخ، وجسدها هو الجغرافيا

عالية ممدوح وفي كل مرةٍ نبحر فيها في جغرافيا الجسد، علينا أن نتذكر جيداً أننا نغوص في أعماق أعماق التاريخ.. تاريخهن وتاريخنا أيضاً. والذي لا يتجاوز غلاف الجسد لن يفهم أبداً حقيقة المرأة وجوهرها. إن شؤون المرأة وشجونها هي في الأصل مسألة اجتماعية وقضية إنسانية، تتداخل فيها حكايات الاضطهاد والقمع…

المحروس الجميل – جواز سفري العراقي

عالية ممدوح حمدالله على حصولي على الجواز العراقي الجديد. إني الآن عراقية بجميع شهود الاثبات ؛ هوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية وهذا المحروس العتيد والجميل كعريس بلونه الزيتوني الكامد وخطه الذهبي اللماع والمصاغ باللغتين المباركتين العربية والكردية . عال، لم أعد مجهولة النسب والهوية، السلف والدم ولو هو مختلط…

المترجم الخائن: أعزل يؤرخ لأبناء الخيانات الكبرى

عـالـية ممـدوح 1- في الصفحة 421 من رواية المترجم الخائن للروائي السوري فواز حداد نقرأ عن ميتة النحات العراقي حسين صبري المنفي ، والمكروب ، الإشكالي والمريض جدا بحب الوطن : "" فتح الباب ، لم يقفز من السيارة ، ترك جسده يسقط على الأرض ، اصطدم رأسه بالرصيف ،…

الكتابة والمرض

عالية ممدوح 1- ينبغي التكلم عن المرض كمذكر ومؤنث. ينبغي القول إن المفرد لا يليق بالمرض: هو جمع تلتحق به جميع المفردات وتضطر اللغة في هذا الميدان الاستغناء عن الضمائر؛ هو، وأنت، أو أسماء الإشارة؛ ذاك/ وهذه الخ. اللسان في أثناء المرض يقترح اقتراحات لا حصر لها وأغلبها خطأ. المرض…

الشاعرة صباح زوين في: هي التي، أو زرقاء في قلب المدينة.. في بياض الفراغ..

عالية ممدوح 1 اليد التي تكتب هذه النصوص ، لا أجد صعوبة في التعرف عليها ، وفي أوقات مختلفة ، فالمتكلمة الشاعرة صباح زوين لا تكتب عما عاشته واختبرته فحسب ، وإنما عما لم يكتمل ولا يوصف ، عما يتسع وتصعب لملمته ، عما ينشطر فيتقطع الكلام والتواصل ، يتبدد…

الشاعرة صفاء فتحي: كتاب التحضير للموت

عالية ممدوح 1 تكتب الشاعرة والسينمائية والأكاديمية المصرية صفاء فتحي كتابها الجديد "اسم يسعى في زجاجة من داخل فرن جحيمي نراه يشتعل أمامنا وهي تدون ما يقارب ال 176 صفحة، عملا، نصا أو كتابة غلافها أحمر متوهج وصادر عن دار النهضة البيروتية هذا العام. هذه الدار اليوم هي الأشد رحابة…