حوار مع عالية ممدوح بعد اختفاء المحاور


هذا حوار قصير عرض أسئلته صحافي وذكر اسم الصحيفة التي سينشر بها بمناسبة وصول التانكي إلى القائمة القصيرة . بغتة أختفى ، وعاد لي الحق في نشر الحوار في موقعي الخاص ،
ولمن يهمه أمر الحوارات وفيما بعد .

–/ هل يمكن أن نعرف من أين استوحيت أحداث عملك الروائي المرشح لنيل جائزة البوكر العالمية للرواية ؟

/– إجرائياً عموم رواياتي حضرت من هناك ، بلدي العراق . كانت الشخصيات في الرواية تبحث عن عفاف أيوب الشخصية المركزية في التانكي . هكذا تبدو الصورة من الخارج
لكن الذي يجري داخل عقول أفراد العائلة فقد ظلوا يبحثون ولوحدهم عن ذواتهم التائهة . اليوم وبعد تلك الفترات الطويلة التي مرت على كتابتها تبدو لي الآنسة عفاف أشد ثباتا من المؤلفة .
دائما نظرت هكذا إلى عموم شخصيات أعمالي أنهن/ انهم الأكثر بقاء واستمرارية من الكاتبة . هو شارع التانكي الذي سكنه البعض من أهل المؤلفة وقد عدت ثانية إلى هناك للبحث عما بقي
من العائلة ، من المسنين الذين ظلوا على قيد الترحل ، أو عن قبور الموتى وما بقي من شواهد قبورهم ، عن أولئك المراهقين والمراهقات الذين كنا نتشاجر ونلهو ونحن نحتضن محيط
التانكي الذي يعني باللهجة العراقية بخزان الماء الذي يوزع على بيوت وقصور الحي كله ، وكان يشبه مركبة فضائية ذات لون فضي . نحن جميع سكان ذلك الحي شاهدنا أول مرة في
حياتنا مركبة فضائية قبل أن نشاهدها لدى الروس أو الأمريكان وها هو يعود ثانية في رواية فيبدو لي هو الآخر راسخاً جدا في الكتاب ربما أكثر من الواقع كما هي شخصيات الكتاب .

–/ هل ترين أن الجوائز الأدبية خلقت نوعاً من التهافت على كتابة الرواية والتي سحبت البساط من تحت الشعر الذي هو ديوان العرب الأول ؟

/– أظن الجوائز الأدبية بجميع تشكيلاتها وعناوينها هي نوع من مكافأة مهمة لعزيمة وإبداع المؤلفة / المؤلف ولهذا العمل بالذات . وقد سجلت الجوائز عمليات تنافسية شديدة بين
الروائيات والروائيين فسطعت أسماء لم نحسب انها ستدون رواية ناجحة أو جيدة ، كما استطاعت الجوائز ، على الخصوص البوكر تغيير أو تحويل مسار بعض الشعراء بانتقالهم إلى
صفوف الروائيين ، فلم نخسر الشعر لكننا فزنا بروائي جديد .
لا أحد بقادر على سحب البساط من الشعر في كل زمان ومكان حتى لو كانت هناك أثمن جائزة في العالم ، فالشعر العظيم وعلى مر التاريخ هو الوحيد القادر أن يولد قارئاً جديداً لا يهم عمره
أو لونه أو عنوانه أو جنسيته لكننا نعلم علم اليقين أنه موجود في مكان ما من الكرة الأرضية .

–/ برأيك هل تواكب الرواية العربية الحديث التحولات الكثيرة والمتسارعة التي يشهدها واقع عالمنا العربي ؟

/– الروائي العربي وفي العقود الأخيرة كان أحد الشهود الأساسيين للتحولات الجذرية وللخراب الذي حول بعض دولنا إلى أنقاض فكتب البعض أعمالا شديدة التوهج والجودة والأهمية
. اليوم أتوقع أن تصدر رواية الروايات من تلك الدول التي تشهد عللا وسقاما وفسادا لدى طبقته السياسية الحاكمة .

–/ هل يساير النقد في الوطن العربي ، ما تكتبه المرأة الروائية من روايات

/– أفهم لمَ تضع ما تكتبه الروائية في خانة لوحدها وما دور النقد إلا ان يربت على كتفها مردداً ؛ حسنا ، لقد أبليت بلاء حسنا . صحيح ظهرت بعض كتابات المرأة العربية ، ربما كانت
في حاجة إلى هذا التشجيع في البداية ، ولكن ظهر فيما بعد ان تلك الكاتبة قدمت بيضة الديك وتوقفت بعدها . أزعم أن العمل الجيد لا جنس ولا هوية له إلا أن يبلَغ عن سرديته الإبداعية فقط
.

–/ بعد طول مشوارك في درب الكتابة والإبداع الروائي ، ما هي أعمالك القادمة ؟

/– في العموم أنا في حالة تأليف مستمر ولأكثر من كتاب وفي وقت واحد . أظن هي رواية جديدة أقوم بتحضير مراجعها ، أما شخصياتها فهي تمشي وتتحرك وتتنفس معي ، في
يوميات حياتي ، وأنا دائما هكذا تبقى الرواية الجديدة هي التي تقوم بإصلاح شأني وشؤوني فكتابة رواية ستكون مدخلا للذهاب إلى الأقصى مما لا نعرفه من قبل . والكتاب الثاني هو
مجموعة نصوص عن الإخفاقات والتعثر والمرض الذي يصيب الكاتبة والروائية في سنوات حياتها وكيف تراها مجددا وهي في سن الأفول .