في الدرجة الصفر من الوطن – عالية ممدوح

1 أظن ان ما يسمى بالوطن ، ليس نظاما غذائيا إذا ما نزعنا الدسم عنه استقام القلب ، قلبك، وإذا تقدم بك العمر واستفحل بك الداء ضربت بجميع تعليمات الأطباء عرض الحائط لكي تستفحل ولوحدك به فتلقي اللوم على نفسك وأنت تفقده بالتدريج وبسرعة خارقة . لا افضل مصطلح الوطن…

عزلاء بين بغداد ودمشق – عالية ممدوح

1 لا أعرف الكتابة عمن أحب، حتى الشغف ونحن نحاول أن ندون فيه الكلمات الملهمة والحارقة قد نقع تحت ضغط المبالغات ، وفي كثير من الأحيان الاكاذيب . كنت أريد كلاما بسيطا بصورة راقية لكي يدعني أُمسك ذراع أمي ونحن ندخل غرفتها في الحي العتيق من مدينتها حلب . كنت…

سلالم النهار.. والليل – عالية ممدوح

1 ""يعني ياولد أختي، الإبداع في هذا البلد لم يأت من ذوي الدماء الزرقاء أو الأصول الأصلية، بل كلها جاءت من الدماء المختلطة، ولولا هذا الاختلاط ما وجد عندنا فن الموسيقى ولا فن الرقص"". لعل هذه إحدى ثيمات رواية الكويتية فوزية شويش السالم؛ سلالم النهار الصادرة هذا العام عن دار…

رواية الضلع: متر وطن وهكتار من الكبت – عالية ممدوح

- 1- حين وصلتني رواية "الضلع" للشاعر والروائي العراقي حميد العقابي استوقفني حجمها أولا 510صفحات بورق غير صقيل وحروف مريحة للعين وغلاف تراءى لي لكائن خرافي جميع حواسه مقفلة أو مصمغة لكنها أيضا - اللوحة - تحمل بعدا أيروتيكيا معبرا وهي من أعمال الفنان الألماني ماحي بينبن. المؤلف سبق وأرسل…

رأيت رام الله – عالية ممدوح

تبدو عائلة البرغوثي في كتاب ابنها الشاعر / مريد البرغوثي / < رأيت رام الله > مثل كتيبة من المشاة الفرسان الاصحاء ، نسمع دوي خطوهم وانقطاع تنفسهم وهم يطلقون زفيرهم الحامي فيسحبوننا وراءهم الى مهابة المكان الاول ، تلك اللؤلؤة ، فلسطين . فنلحق بهم ، مرة بجوار التصاوير…

ثمرة الرارج – عالية ممدوح

1 في أقصى مشهد من مدينة إشبيلية كان قلبي ينبض بسرعة شديدة من ذلك التدفق الشديد للشمس في ديسمبر المنقضي، وأنا أمضي اجازتي هناك. شمس سخية وضاءة تصل إلى أبعد بقعة من المسام، وأنا أنادي على ذلك الثمر الذهبي التي تحمله جميع الأشجار الموزعة توزيعا جميلا على طول الجادات العريضة…

تأنيث الاعتراف – عالية ممدوح

مستفز العنوان : تأنبث الاعتراف ـ سرد " أنا " في الكتابة الذاتية النسائية العربية ، دراسة وانتقاء للباحث المغربي محمود عبدالغني ، صادر عن جامعة محمد الخامس أكدال . منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط . سلسلة الكتاب الجامعي 2014 . التأنيث مازال ملحقاً تقليدياً بعموم مرجعيات الثقافة العربية…

من رسائلها ساقتني إلى مرض عراقي جامع إلى نازك الأعرجي

قبل حرب العام المنقضي بثلاثة أسابيع، ارسلت خطاباً مستعجلاً الى الصديقة الكاتبة نازك الأعرجي على صـــندوق بريدها في باب المعظم في بغداد. لا اذكر الآن جمله ولا عدد صفحاته ولمَ كتبته اصلا؟ كنت استشعر انني قد لا اراها ثانية، وان الهول والقصاص الاميركي سوف يجعلان مفاصل نجوم السماء تطقطق. لم…

ــ الكتابة والمنفى ــ عالية ممدوح

ـ 1 ـ ما بين السكنى والإقامة . حسنا ، اخترت هذا العنوان ، الكتابة والمنفى ، لكنني إجرائيا ضده . صحيح أنني اقيم بباريس لكنني أسكن هناك ، في تلك البلاد . الإقامة تخص دائرة الهجرة ومكاتب البوليس والسكنى تتوافق مع السكينة والتساكن . ربما ، احدنا يقول :…

لن أموت مبكراً – عالية ممدوح

كتبت لي شادية عالم تقول: إنني بانتظار يوميات عمتك كما وعدت في أحدى المقالات. كأن عمتي لا تمتلك الا أرضاء رغبات صديقتي، جل صديقاتي. عمتي اليوم تتعثر بالجثث في المنام واليقظة. قبل قليل حادثتها بالهاتف بعد الاحداث الدامية التي وقعت في الأعظمية. قلت لها، مرت ثلاثة أعوام على الاحتلال والحرب…

فيلم العبقري – عالية ممدوح

ـ1ـ شريط العبقري للمخرج المسرحي البريطاني البارز مايكل جراندج، ليس جماهيريا، فالقاعة شبه خالية فربما بسبب الإجازات أيضاً. وقد كتبت الصحافة عنه أنه مملل، ورتيب وشاق ولن يحبه الكثير من الناس. هذا المخرج يُنظر إليه بإكبار كونه، مازال ينبش في قيعان الأدب الأميركي مفككاً حيوات المهانيين والمنسين من الكتاب، فيعيد…

فرنسية.. للتو – عالية ممدوح

1 في اليوم المصادف الثامن عشر من كانون الأول من العام 2015، وفي الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، أحسبني عدت فتية، وأن الفتوة بمعنى ما، حصيلة حضارية لا علاقة لها بالسن المتقدم. كنت مشيت ساعة، فأنا ما زلت مشاءة حتى وصلت تلك الدائرة في الحي الرابع من باريس كما وصلها…

عن الأصدقاء الموتى – عالية ممدوح

-1 - أدري أن الكتابة عن الأصدقاء الموتى عبث . لم اشأ الكتابة عن أصدقاء وصديقات قضوا . لا أجد ما يبررها . بعد وفاة الصديق الشاعر الكبير حسين مردان، رفضت ذلك .، دعيت للتحدث عن الدكتورة والصديقة لطيفة الزيات في معهد العالم العربي ورفضت بدافع الورع وبأنها تخلصت من…

رنا قليلات: بين الوجه والقناع – عالية ممدوح

- 1 - فضولي حارق إزاء الآنسة أو السيدة رنا قليلات. هذه المخلوقة اللبنانية أسرتني بجانبها السري والمشتت ما بين قارات العالم. دعونا من الجرائم وغسل الاموال وربما الاشتراك في جرائم عدة لا ندري. في صورها المنشورة والتي بثتها تلفزيونات العالم عدة وجوه وأكثر من قناع، ليس بالضرورة الوجه أجمل…

دنى غالي: في منازل الوحشة احتدام البرودة

عالية ممدوح 1 لا يعود الخراب كافيا، ان لم يكن مترافقا للعنف والتزمت والاقصاء في رواية العراقية المغتربة دنى غالي وروايتها "منازل الوحشة" الصادرة عن دار التنوير للطباعة والنشر في القاهرة لهذا العام. ثيمات مثل هذه تفتح شهية المؤلف الناضج وهو يقوم بترتيب آلياتها، والتدقيق في سردها، وتجهيز النثر المتين…

خمسون غراماً من الجنة للروائية إيمان حميدان – عالية ممدوح

1 برشاقة وشجن قاتل تعّين الروائية والباحثة والأكاديمية اللبنانية إيمان حميدان مواقع وأزمان روايتها الجديدة الصادرة عن دار الساقي خمسون غراماً من الجنة وخرائط المنطقة الملتهبة. تشير عليها المؤلفة بالاسهم النارية والدموية، وكيف ينتقل الخاص بإرادة أسراره في الغرام والفقد فيعود إلى العام كمرجعية أولى وعاشرة وإلى يومنا هذا. نساء…

العراقي محمد خضير ؛ ووصايا الكتابة – عالية ممدوح

1 هو ، محمد خضير الكاتب العراقي الوفي لكبرياء وصاياه في القصة القصيرة وتعدد الأجناس الكتابية ، وفي جميع كتبه وبدون استثناء. يعيش في مدينة مزعجة ومدهشة في طريقة إصابتها للهدف؛ الحياة الجوانية بالمعنى المعرفي والروحي للإرث الذي طوقته به البصرة. كم انجبت هذه المدينة من السياب ومحمود البريكان وسعدي…

الحفيد – عالية ممدوح

1 كنت اخطط لبدء مشروع رواية منه، حفيدي الكبير. الاحقه وانغص عليه وقته وهو يعزف أو يصغي للموسيقى. أمر على اطراف أصابعي إلى مراكز عالمه فلا يلتفت . وإذا دمدمت بتحية الصباح أو المساء كان يجيب بتهذيب ومسافة. قررت ان اتخصص به، فدائما الحب ينال مني فلا أقدم على طلب…

خاتم الزواج – عالية ممدوح

كان بمقدور خاتم الزواج، زواجي أن يظّل صامتاً عشرين، أو ثلاثين سنة مقبلة من دون أنّ أفكر بالتفرّج عليه ثانية. ولمراعاة حسنْ السلوك، وفي لحظة خاطفة، سحبتُ يدي اليسرى التي امتلأت بالغضون، وكأي قرويّة، أصلحت ملابسي لكي تناسب الشخص الذي التزم الصمت. ورأساً وضع الخاتم نفسه في خنصري. لم يكن…

حفيد سندباد يغادر في مركبة فضائية ولا يسمح لأحد أن يغادرها – حاورته: عالية ممدوح

دعاني الروائي البارع حبيب عبدالرب سروري إلى مركبته الفضائية التي اقلعت بنا وأنا أقرأ روايته الساحرة حفيد سندباد الصادرة هذا العام عن دار الساقي. كنت أتلمس طريقي المحفوف بالإثارة والمتعة بين فصول وصفحات وشخصيات هذا العمل المعرفي المهم. من المرات النادرة التي يستفاد، بالمعنى البراغماتي، فنان من وظيفته كأستاذ في…